"وكرُ الغداف".. اقتباس

616 8 1
                                    

رواية"في مرفأ عينيكِ الأزرق" الجزء الثالث
~وكرُ الغداف~
اقتباس"
كان الأخضر هو السائد ، و گأنها الجِنان .. سعف النخيل بـقامتهِ الشامخة يحفّ الأراضي من بعيد ، الكلأ الأخضر يبتلع الأراضي بأكملها من أسفله ، أشجار بكافة الأنواع و الأشكال هنا و هناك ، غصونها ممتدة مُتشابكة معًا، و فروعها تلوح في مظهرٍ بديع، نهرٌ لم يرى مثيلهُ رؤيا العين .. مياههِ صافية تنعكس عليها آشعة الشمس التى نُسِجت گخيُوطٍ من حرير فـ تلألأت صفحتهُ النقية ، هواءٌ لم يتنفس مثله من قبل أشرحَ صدره:
- يامن
استمع لصوته الذي يحفظه عن ظهر قلب ، فـ التفت على الفور ليجده خلفه بـ الضبط ، شعّت حدقتاه شوقًا و هو يتمتم بصوت حانٍ:
- بابا !
على عكس المرةِ الماضية ، كان ثغرهُ مفترًا بابتسامة هادئة ، نظراتهُ حانية ، تلك المرة كان يقول :
- وحشتني يا ابني
ازدرد ريقه و هو يخطو خطوة نحوه :
- و انت .. و انت كمان وحشتني ، خدني معاك يا بابا
فـ استوقفهُ متمتمًا و هو يهز رأسه نفيًا :
- مينفعش يا ابني
فـ زفر " يامن" بحنق قبل أن يُردف بامتعاض :
- ده مش مكاني يا بابا ، مش عايز أسيبك تاني ، أنا عايز أكون جمبك
- بس في حد محتاجلك يا ابني ، حد مينفعش تسيبه
تغضن جبينه قائلًا بفتور :
- عمر مش صغير دلوقتي ، و فارس موجود و ..
فتمتم بنبرتهِ الهادئة :
- مش عمر يا ابني .. حد محتاجلك أكتر مننا كلنا ، حد انت غلطت معاه و لازم تصلح غلطك ، لازم ترجع
فسأله متشككًا بعدم فهم:
- قصدك مين ؟
فـ أشار خلفهُ و هو يقول بجدية :
- هي
التفت الى حيث أشار فـ كانت هي .. كانت تجلس أمام النهر تجمع المياه الصافية بين كفيها و ترتشف منها ، و گأنها أسرته فـ ظلّت نظراتهُ معلقة بها ، تأمل ملامحها الهادئة غير الذابلة على غير المعتاد ، خصلات شعرها المنسابة على كتفيها ، تدارك نفسه سريعًا فـ حاد ببصره عنها ليلتفت اليهِ قائلًا بقنوط جامد :
- هي مش عايزاني يا بابا و....
مرّ من جوارهما شخصًا يرتدي ملابسًا سوداء ، و مواريًا رأسهُ بقلنسوةٍ بذات اللون ، فـ تعلقت نظرات " يامن" بهِ لم فلم يُبالي كثيرًا ، عاد ينظر نحو والده و هو يقول بصوتٍ حاد :
- أنا بعترف اني ظلمتها و حاولت أ.......
صوت صرخاتها جعل فؤاده و كأنهُ انخلع من محله ، فـ التفت نحوها ليجد نفس الشخص يدفعها بعنفٍ من كتفها لتهوِي في النهر العميق ، شُده مما حدث بينما كان والده يردد هلعًا :
- الحقها يا ابني بسرعة
فـ لم يكن لينتظر قوله ، أوفض نحو النهر و هو يبحث عن ذلك الشخص و لكنه اختفى ، فلم يكترث سوى بانقاذ حياتها ، قفز بداخلهُ على الفور ليعمّ الظلام التام ، و هو يسبح للأسفل عبر تجويف النهر باحثًا عنها و لكن لا أثر لها ، عمّ الصمت لبعض الوقت و هو يتلفت هنا و هناك بحثًا عنها ، حتى استمع إلى صوتها أقصى اليسار ، فـ سبح نحوها ليجد ذلك ما كان إلا سرابًا ، أخذ الظلام يتمكن من الوسط رويدًا رويدًا حتى احتلّه بالكامل و ظل هو ينقب عنها و قد صارت الرؤية أصعب لديهِ ، كان يسبح إلى الأعمق فـ الأعمق حتى بات ذلك أكثر صعوبة ، فرغت رئتيهِ من الأكسجين تقريبًا فشعر بتشوش الرؤية حتى انعدمت تمامًا ،  ظل يُصارع حتى يحتفظ بوعيه و لكن هيهات ، فقد ثقل جفنيهِ متأثرًا بالاختناق الذي أصابهُ حتى توقف تمامًا عن الحركة و تخشب جسده وسط تلك المياه العميقة التي بدت و گأنها ابتلعت جسده بداخلها .
....................................................................................................
 أخباركم إيه؟.. يا رب تكونوا بخير♡
طبعًا أنا راجعلكم بعد سنة تقريبًا و رقبتي قد السمسمة، و بقولكم تسامحوني😂
السنة الدراسية دي كانت السنة الفاصلة في حياتي و بالتالي مقدرتش أرجع للكتابة فيها، بعتذر جدًا و الله على الانقطاع دا، و إن شاء الله الفصل الأول هيكون معاكم خلال دقايق، و طبعًا تعويضًا ليكم على الانقطاع الطويل.. هينزل أكتر من فصل في اليوم♡
هطلب منك طلب فضلًا.. تدعولي بس أجيب تقدير كويس و أحقق حلمي.. دعوة أربعين غريب مستجابة
و بعتذرلكم مرة تانية،.. دُمتم سالمين♡

في مرفأ عينيكِ الأزرق Donde viven las historias. Descúbrelo ahora